الجزء الأول من المؤامرة على اليمن

الجزء الأول من
أخطر مؤامرة في تأريخ اليمن.

لم تترك واشنطن وسيلة إلاّ واستخدمتها مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أجل توقيع (إتفاقيــــة أمنيـــة)، وكان "صالح" يرفض خوفاً من "المساس بالسيادة الوطنية اليمنية"، لأن تلك الاتفاقية تسمح للسفارة ...الأمريكية باستقدام قوات "مارينز"، وإدخال ما تشاء للبلد دون تفتيش!
واشنطن أغرت "صالح" بمعاملة اليمن أسوة بالأردن ورفع المساعدات من مليار دولار إلى أربعةمليارات، بجانب كثير من امتيازات التعاون حتى على مستوى البعثات التعليمية- لكنـــه رفـــــــض!
استغلت واشنطن كل القضايا الأمنية، بدءً من تفجير المدمرة الأمريكية "كول" ثم الناقلة الفرنسية "ليمبردج"، وحوادث القرصنة البحرية، وصولاً إلى تفجير السفارة الامريكية، للضغط على "صالح" من أجل توقيع الاتفاقية الأمنية- لكنــــه كان يرفــــض!
وفي 30 أكتوبر 2010م فجرت واشنطن قضية"الطرود المفخخة" المكتشفة بمطاري دبي وايست ميدلاندز ببريطانيا، وهولتها على نحو مفزع وصل حد التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لليمن، في أقوى سيناريو لإبتزاز "صالح" واجباره على توقيع الاتفاقية الأمنية- لكنه لم يكترث للتهديد وجدد رفضـــه توقيع الاتفاقية والمساس بالسيادة اليمنية!!
وبعد ثلاثة أشهر من حادثة الطرود، ومع بدء الأزمة السياسية، كانت آخر جولات واشنطن في مساومة "صالح" على الاتفاقية الأمنية مقابل دفع بلاء الربيع العربي عن اليمن، لكنـــــه عاودالرفـــــض، وكان ذلك إيذاناً بتدشين "ربيع اليمن" في فبراير 2011م!
الجدير بالذكر أن الدول الكبرى التي تتقاسم ملفات الوطن العربي والإسلامي تستخدم كل الوسائل لتحقيق أهدافها الإستعمارية فجأت هذه المرة بطرق ووسائل أخرى جأت من بوابة الربيع العربي.
فكان الملف اليمني من نصيب بريطانيا وهو ما أكده وحذر منه الرئيس صالح في عدة خطابات ومقابلات صحفية بأن بريطانيا هي المحرك الرئيسي للأحداث في اليمن.
حدث ماحدث في ربيع اليمن.
ورفضت أحزاب المعارضة اليمنية التي ركبت موجة الربيع العربي كل دعوات الحوار التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح ابتداءً من الدعوة إلى تحكيم كتاب الله أو الدعوة إلى إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة أو الدعوة إلى حكم محلي واسع الصلاحيات أو دعوته لهذه الأحزاب بتشكيل رئيس للجمهورية وحكومة من اختيارهم كل هذه الدعوات وغيرها قوبلت بالرفض مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإقتصادية خاصة بعد قيام هذه الجماعات بقطع الطرقات والاعتداء على ابراج ومحطات الكهرباء والمياة وغيرها.... ومحاصرة المعسكرات في نهم وارحب والفريجة ومحاولة إقتحامها عدة مرات لعل أبرزها تلك المحاولة المشهورة في إقتحام معسكر الصمع عبر المجاري بقيادة القيادي الإخواني منصور الحنق وآخرين إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل فيما تمكنت الميليشيات المسلحة في نهم من إقتحام معسكر فرضة نهم ونقيل بن غيلان وثومة نهم ومحاولات أخرى متكررة لإقتحام مقر اللواء 63 حرس جمهوري الواقع في بيت دهرة مما أدى إلى إستشهاد قائد اللواء العميد ركن / عبدالله الكليبي والكثبر من ضباط وصف وجنود قوات الحرس الجمهوري.......
وعلى الرغم من الحادثة الإرهابية الأسوأ في تأريخ السياسية اليمنية التي استهدفت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء تأديته لصلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة (النهدين) ومعه رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى والكثير من قيادات وأركان الدولة اليمنية.
لعبت المخابرات البريطانية بكل أوراقها في ملف الأزمة اليمنية تارة بأستخدام المال والإعلام الخليجي خاصة دويلة قطر التي اشترت جائزة نوبل لأحد عملائها وسخرت كل إمكانياتها لخدمة المشروع الإستعماري الجديد.
وتارة أخرى بالدور الذي تلعبه بريطانيا داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالنيل من الرئيس علي عبد الله صالح.
إلا أن صالح الذي لم تكن فترته الرئاسية قد إنتهت أراد أن يؤسس مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال إنتقال آمن يثبت من خلاله للعالم أجمع ولليمنيين بأن عهد الإنقلابات قد إنتهى إلى غير رجعة من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي اقترحها علي عبدالله صالح.....
أن يختار حزب المؤتمر الشعبي العام شخص لتولي رئاسة الجمهورية فيما تختار أحزاب اللقاء المشترك شخص لتولي منصب رئيس الوزراء.
فأختار المؤتمر الشعبي العام الدكتور محمد علي مجور ولكن هذا الإختيار قوبل بالرفض من أحزاب اللقاء المشترك المرتمية في أحضان أمريكا وبريطانيا وهددوا بتصعيد الشارع إزاء هذا الإختيار واقترحوا على أن يكون هادي فوافق صالح والمؤتمر على مضضٍ من أجل حقن الدماء وتأسيس مبدأ الأنتقال السلمي للسلطة.
تخلى صالح عن السلطة لأحزاب اللقاء المشترك حقناََ للدماء رغم قدرته على قمع معارضيه بأقل الخسائر البشرية والمادية.
ترجل آخر فرسان القومية العربية والإسلامية عن الحصان الذي كان صهيله يصدح في كل القمم والمؤتمرات العربية والإسلامية والعالمية ولم يتخلى أو يتاجر بقضايا أمته العربية والإسلامية في اي يومٍ من الأيام ومهما كان الثمن.
ولعل شهادة هنري كيسنجر في حرب الخليج أكبر دليل عندما قال ان أغلى صوت هو صوت صالح الذي رفض كل الإغراءات مقابل التصويت على ضرب العراق.
ترجل اخر الفرسان وجسده مثخنا بالجراح ممافعله به أعدائه وهو يقول احقنوا دماء اليمنيين ولاتردوا عليهم حتى ولو بطلقةٍ واحدة وحتى لو أموت وبعد أن أموت.
رحل وهو يقول سوف افدي هذا الشعب بروحي و دمي و إذا أنتم بخير فأنا بخير.
فتم تسليم السلطة لنائبه الرئيس عبدربه منصور هادي لمدة عامين غير قابلة للتمديد بحسب مانصت عليه المبادرة الخليجية المزمنة للعلم أن هادي بداية حياته العسكرية كان يعمل مرافقاً لضابط استخبارات بريطاني.
حرص صالح على إقامة مراسيم تسليم كبيرة غاب عنها جميع قيادات الأحزاب اليمنية المناهضة لصالح التي رفضت دعوات الحوار أو الإحتكام لمبدأ الديمقراطية.
ومن اجل الخروج من هذه الأزمة السياسية حددت كذلك المبادرة الخليجية أن يتم الإتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني تكون مناصفةً بين المؤتمر وشركاه واحزاب اللقاء المشترك وشركائهم لكن هذا الأمر لن يحدث.
اختارت أحزاب اللقاء المشترك ممثليها للحكومة الجديدة وبدلا أن يختار المؤتمر وشركائهم ممثلين لهم لتولي نصف الحقائب الوزارية اختارهم هادي ولم يترك حرية الإختيار للمؤتمر كما فعلت أحزاب اللقاء المشترك.
ليس هذا فحسب بل حتى ممثلي المؤتمر وشركاه في مؤتمر الحوار الوطني اختارهم هادي وليس الموتمر.
الجدير بالذكر أن واشنطن ومعها بريطانيا ودول أخرى عندما تخلصت من كابوس صالح الذي كان يشكل عقبة كبيرة امام مشاريع الأمريكان واليهود في تقسيم المنطقة وهو ما أكدته معظم الصحف البريطانية والأمريكية والإسرائيلية وعلى رأسها صحيفة ايديعوت أحرنوت الإسرائيلية والواشنطن بوست في أكثر من عنوان ومقالات صحفية.
بدأت القوى الكبرى بالعبث وانتهاك السيادة اليمنية.
ففي يوم الأربعاء، 12 سبتمبر 2012 احتفلت واشنطن بـ"الفتح الأمريكي لليمن"، بعد وصول جحافل المارينز إلى القاعدة العسكرية بصنعاء، مع طائرة محملة بحاويات لم يجرؤ أحد على طلب تفتيشها، أو مجرد السؤال عن محتوياتها..!!
لم يكذب القيادي الإخواني عبدالرحمن بافضل عندما قال أمام وسائل الإعلام نحن على إستعداد أن نؤجر اليمن لأمريكا مئة عام أو نمنحها بعض الجزر اليمنية لكي تخلصنا من نظام علي عبدالله صالح.
أو تصريحات القيادي الإخواني محمد قحطان ((سنتحالف حتى مع الشيطان من أجل إسقاط نظام علي عبدالله صالح))
ففي 2012م أثبت الأمريكيون لـ"صالح"أنهم قادرون على فعل المحظور بدون"اتفاقية أمنية"، وبدون خسارة ثلاثة مليارات دولار اضافية، أو أي امتيازات أخرى، بفضل عملائهم الأوفياء المخلصين الذين قايضوا الكراسي مقابل السيادة الوطنية اليمنية!!
وخلال مؤتمر الحوار الذي لم يكن وطنياً أصلاً قامت بريطانيا بالتنسيق مع كل عملائها لتجاوز مطب الانتقال السلمي للسلطة الذي وضعه صالح والديمقراطية التي قد تعيد حزبه المؤتمر الشعبي العام اكبر الأحزاب اليمنية مرة أخرى إلى رأس السلطة في اي إنتخابات قد تجرى.
كانت أطماع بريطانيا في إستمرار هادي في فترة رئاسية أطول تبدو شبه مستحيلة بسبب الفترة ((المزمنة)) التي حددتها المبادرة وآليتها التنفيذية وإصرار صالح وحزبه على إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد ناهيك عن مخاوف هادي من الجناح القبلي للإخوان المتمثل بأولاد الأحمر وقبائل حاشد ونفوذهم الذي يمتد إلى العديد من المحافظات أبرزها محافظة عمران مسقط رأس أولاد الأحمر...والتي يقع فيها العديد من الألوية العسكرية أهمها اللواء 310 الذي يعد من أكبر الألوية العسكرية عدة وعتادا... والتي قد تكون هذه القوة في أيادي أولاد الأحمر فى أى وقت بحكم نفوذهم وعلاقتهم القبلية والشخصية باللواء حميد القشيبي...
فكان على بريطانيا لتجاوز هذه العقبات الإستعانة إضافة إلى الرئيس هادي بالأخوان المسلمين اللاعب الرئيسي في احداث مايعرف بالربيع العربي بالتحديد الجناح السياسي للإخوان فقط...كذلك الإستعانة بالحزب الإشتراكي والحراك الجنوبي..
تم طرح هذه الفكرة لقيادات الإخوان الذين أبدوا تخوفهم من هذا المخطط خوفاًََ من حدوث صراع داخل أروقة الحزب ((بين جناحية السياسي و القبلي)) خاصة وأن هذا الأخير اي الجناح القبلي هو المحرك والداعم الرئيسي للإخوان فكان عليهم الإستعانة بلاعب أخر يقوم بهذا الدور.
فذهب وفد من قيادات الإخوان بقيادة عبدالوهاب الأنسي وعدد من قادة الاشتراكيين إلى صعدة التقوا ب__عبدالملك الحوثي وتم الإتفاق على الخطوط العريضة لهذا المخطط...
و برعاية بريطانية تم التوقيع على هذه الاتفاقية
1.السيطرة على محافظة عمران واللواء 310
2. إخراج السلفيين من دماج
3. القضاء على الرئيس علي عبد الله صالحه
4. تفكيك المؤتمر الشعبي العام.
5.التمديد لهادي
6. حق تقرير المصير للجنوبيين أو اقليمين في أغلب الأحوال.
7. تفكيك الجيش وخاصة الحرس الجمهوري.
8.توقيع اتفاقية لتقاسم الثروة والسلطة تعرف ب.. اتفاق السلم والشراكة الوطنية.................
......
طبعا اختاروا ثمان نقاط نكاية وسخرية بالثمان النقاط التي طرحها صالح أمام العلماء واتفق معهم عليها.
حتى إنهم أي (قادة اللقاء المشترك) كانوا إذا التقوا ببعضهم يقولون نحن نوعد عفاش بتنفيذ الثمان النقاط.
تم بالفعل التمديد لهادي وحكومة الوفاق الوطني رغم رفض حزب المؤتمر وشركائهم لهذا التمديد.
كذلك أصدر الرئيس هادي قرارا جمهوريا بتعيين الأمين العام للحزب الإشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان سفيرا لليمن لدى بريطانيا ويعتبر ياسين سعيد نعمان المنسق الفعلي بين أطراف هذه الإتفاقية.
الجدير بالذكر ان ياسين قبل هذا الإتفاق وفي عدة إجتماعات كان يمازح هادي أكثر من مرة قائلا له بسخرية ومن باب تأجيج الحقد في قلب هادي!!!!
يافندم نريد ان تتوحد اليمن مع مملكة عمران الشقيقة او جمهورية عمران الشقيقة.
وفي يوليو 2014م اقتحم الحوثيين مقر اللواء 310 ودمروه وقتلوا قائده حميد القشيبي الجدير بالذكر أن هذا اللواء كان له دور مفصلي في حرب الانفصال وهزيمة الحزب الإشتراكي في معركة عمران حيث ألقى علي عبدالله صالح خطابه التأريخي عام 1994م الذي عفى فيه عن المهزومين والسماح لهم بالخروج لزيارة عوائلهم بسلاحهم الشخصي ومرتباتهم.
على العموم فقد سيطر الحوثيين على اللواء وكان هذا الأمر لن يحدث لو ان هادي وحكومة الإخوان والعمليات العسكرية قاموا بواجبهم الوطني وإرسال تعزيزات عسكرية إلى عمران لكنهم أغلقوا تليفوناتهم أمام استغاثة القشيبي وأفراد اللواء 310 وبعدالسيطرة على اللواء ومقتل قائد اللواء اغتنم الحوثيين اكبر ترسانة عسكرية هي الأكبر بين كل الألوية العسكرية اليمنية ... وخاصة الدبابات الروسية الشهيرة تي 55
ذهب هادي إلى محافظة عمران متبجحا أمام وسائل الإعلام المختلفة ليعلن ان محافظة عمران عادت إلى حضن الجمهورية اليمنية..

[admin]

الجزء الأول من
أخطر مؤامرة في تأريخ اليمن.

لم تترك واشنطن وسيلة إلاّ واستخدمتها مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أجل توقيع (إتفاقيــــة أمنيـــة)، وكان "صالح" يرفض خوفاً من "المساس بالسيادة الوطنية اليمنية"، لأن تلك الاتفاقية تسمح للسفارة ...الأمريكية باستقدام قوات "مارينز"، وإدخال ما تشاء للبلد دون تفتيش!
واشنطن أغرت "صالح" بمعاملة اليمن أسوة بالأردن ورفع المساعدات من مليار دولار إلى أربعةمليارات، بجانب كثير من امتيازات التعاون حتى على مستوى البعثات التعليمية- لكنـــه رفـــــــض!
استغلت واشنطن كل القضايا الأمنية، بدءً من تفجير المدمرة الأمريكية "كول" ثم الناقلة الفرنسية "ليمبردج"، وحوادث القرصنة البحرية، وصولاً إلى تفجير السفارة الامريكية، للضغط على "صالح" من أجل توقيع الاتفاقية الأمنية- لكنــــه كان يرفــــض!
وفي 30 أكتوبر 2010م فجرت واشنطن قضية"الطرود المفخخة" المكتشفة بمطاري دبي وايست ميدلاندز ببريطانيا، وهولتها على نحو مفزع وصل حد التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لليمن، في أقوى سيناريو لإبتزاز "صالح" واجباره على توقيع الاتفاقية الأمنية- لكنه لم يكترث للتهديد وجدد رفضـــه توقيع الاتفاقية والمساس بالسيادة اليمنية!!
وبعد ثلاثة أشهر من حادثة الطرود، ومع بدء الأزمة السياسية، كانت آخر جولات واشنطن في مساومة "صالح" على الاتفاقية الأمنية مقابل دفع بلاء الربيع العربي عن اليمن، لكنـــــه عاودالرفـــــض، وكان ذلك إيذاناً بتدشين "ربيع اليمن" في فبراير 2011م!
الجدير بالذكر أن الدول الكبرى التي تتقاسم ملفات الوطن العربي والإسلامي تستخدم كل الوسائل لتحقيق أهدافها الإستعمارية فجأت هذه المرة بطرق ووسائل أخرى جأت من بوابة الربيع العربي.
فكان الملف اليمني من نصيب بريطانيا وهو ما أكده وحذر منه الرئيس صالح في عدة خطابات ومقابلات صحفية بأن بريطانيا هي المحرك الرئيسي للأحداث في اليمن.
حدث ماحدث في ربيع اليمن.
ورفضت أحزاب المعارضة اليمنية التي ركبت موجة الربيع العربي كل دعوات الحوار التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح ابتداءً من الدعوة إلى تحكيم كتاب الله أو الدعوة إلى إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة أو الدعوة إلى حكم محلي واسع الصلاحيات أو دعوته لهذه الأحزاب بتشكيل رئيس للجمهورية وحكومة من اختيارهم كل هذه الدعوات وغيرها قوبلت بالرفض مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإقتصادية خاصة بعد قيام هذه الجماعات بقطع الطرقات والاعتداء على ابراج ومحطات الكهرباء والمياة وغيرها.... ومحاصرة المعسكرات في نهم وارحب والفريجة ومحاولة إقتحامها عدة مرات لعل أبرزها تلك المحاولة المشهورة في إقتحام معسكر الصمع عبر المجاري بقيادة القيادي الإخواني منصور الحنق وآخرين إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل فيما تمكنت الميليشيات المسلحة في نهم من إقتحام معسكر فرضة نهم ونقيل بن غيلان وثومة نهم ومحاولات أخرى متكررة لإقتحام مقر اللواء 63 حرس جمهوري الواقع في بيت دهرة مما أدى إلى إستشهاد قائد اللواء العميد ركن / عبدالله الكليبي والكثبر من ضباط وصف وجنود قوات الحرس الجمهوري.......
وعلى الرغم من الحادثة الإرهابية الأسوأ في تأريخ السياسية اليمنية التي استهدفت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء تأديته لصلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة (النهدين) ومعه رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى والكثير من قيادات وأركان الدولة اليمنية.
لعبت المخابرات البريطانية بكل أوراقها في ملف الأزمة اليمنية تارة بأستخدام المال والإعلام الخليجي خاصة دويلة قطر التي اشترت جائزة نوبل لأحد عملائها وسخرت كل إمكانياتها لخدمة المشروع الإستعماري الجديد.
وتارة أخرى بالدور الذي تلعبه بريطانيا داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالنيل من الرئيس علي عبد الله صالح.
إلا أن صالح الذي لم تكن فترته الرئاسية قد إنتهت أراد أن يؤسس مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال إنتقال آمن يثبت من خلاله للعالم أجمع ولليمنيين بأن عهد الإنقلابات قد إنتهى إلى غير رجعة من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي اقترحها علي عبدالله صالح.....
أن يختار حزب المؤتمر الشعبي العام شخص لتولي رئاسة الجمهورية فيما تختار أحزاب اللقاء المشترك شخص لتولي منصب رئيس الوزراء.
فأختار المؤتمر الشعبي العام الدكتور محمد علي مجور ولكن هذا الإختيار قوبل بالرفض من أحزاب اللقاء المشترك المرتمية في أحضان أمريكا وبريطانيا وهددوا بتصعيد الشارع إزاء هذا الإختيار واقترحوا على أن يكون هادي فوافق صالح والمؤتمر على مضضٍ من أجل حقن الدماء وتأسيس مبدأ الأنتقال السلمي للسلطة.
تخلى صالح عن السلطة لأحزاب اللقاء المشترك حقناََ للدماء رغم قدرته على قمع معارضيه بأقل الخسائر البشرية والمادية.
ترجل آخر فرسان القومية العربية والإسلامية عن الحصان الذي كان صهيله يصدح في كل القمم والمؤتمرات العربية والإسلامية والعالمية ولم يتخلى أو يتاجر بقضايا أمته العربية والإسلامية في اي يومٍ من الأيام ومهما كان الثمن.
ولعل شهادة هنري كيسنجر في حرب الخليج أكبر دليل عندما قال ان أغلى صوت هو صوت صالح الذي رفض كل الإغراءات مقابل التصويت على ضرب العراق.
ترجل اخر الفرسان وجسده مثخنا بالجراح ممافعله به أعدائه وهو يقول احقنوا دماء اليمنيين ولاتردوا عليهم حتى ولو بطلقةٍ واحدة وحتى لو أموت وبعد أن أموت.
رحل وهو يقول سوف افدي هذا الشعب بروحي و دمي و إذا أنتم بخير فأنا بخير.
فتم تسليم السلطة لنائبه الرئيس عبدربه منصور هادي لمدة عامين غير قابلة للتمديد بحسب مانصت عليه المبادرة الخليجية المزمنة للعلم أن هادي بداية حياته العسكرية كان يعمل مرافقاً لضابط استخبارات بريطاني.
حرص صالح على إقامة مراسيم تسليم كبيرة غاب عنها جميع قيادات الأحزاب اليمنية المناهضة لصالح التي رفضت دعوات الحوار أو الإحتكام لمبدأ الديمقراطية.
ومن اجل الخروج من هذه الأزمة السياسية حددت كذلك المبادرة الخليجية أن يتم الإتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني تكون مناصفةً بين المؤتمر وشركاه واحزاب اللقاء المشترك وشركائهم لكن هذا الأمر لن يحدث.
اختارت أحزاب اللقاء المشترك ممثليها للحكومة الجديدة وبدلا أن يختار المؤتمر وشركائهم ممثلين لهم لتولي نصف الحقائب الوزارية اختارهم هادي ولم يترك حرية الإختيار للمؤتمر كما فعلت أحزاب اللقاء المشترك.
ليس هذا فحسب بل حتى ممثلي المؤتمر وشركاه في مؤتمر الحوار الوطني اختارهم هادي وليس الموتمر.
الجدير بالذكر أن واشنطن ومعها بريطانيا ودول أخرى عندما تخلصت من كابوس صالح الذي كان يشكل عقبة كبيرة امام مشاريع الأمريكان واليهود في تقسيم المنطقة وهو ما أكدته معظم الصحف البريطانية والأمريكية والإسرائيلية وعلى رأسها صحيفة ايديعوت أحرنوت الإسرائيلية والواشنطن بوست في أكثر من عنوان ومقالات صحفية.
بدأت القوى الكبرى بالعبث وانتهاك السيادة اليمنية.
ففي يوم الأربعاء، 12 سبتمبر 2012 احتفلت واشنطن بـ"الفتح الأمريكي لليمن"، بعد وصول جحافل المارينز إلى القاعدة العسكرية بصنعاء، مع طائرة محملة بحاويات لم يجرؤ أحد على طلب تفتيشها، أو مجرد السؤال عن محتوياتها..!!
لم يكذب القيادي الإخواني عبدالرحمن بافضل عندما قال أمام وسائل الإعلام نحن على إستعداد أن نؤجر اليمن لأمريكا مئة عام أو نمنحها بعض الجزر اليمنية لكي تخلصنا من نظام علي عبدالله صالح.
أو تصريحات القيادي الإخواني محمد قحطان ((سنتحالف حتى مع الشيطان من أجل إسقاط نظام علي عبدالله صالح))
ففي 2012م أثبت الأمريكيون لـ"صالح"أنهم قادرون على فعل المحظور بدون"اتفاقية أمنية"، وبدون خسارة ثلاثة مليارات دولار اضافية، أو أي امتيازات أخرى، بفضل عملائهم الأوفياء المخلصين الذين قايضوا الكراسي مقابل السيادة الوطنية اليمنية!!
وخلال مؤتمر الحوار الذي لم يكن وطنياً أصلاً قامت بريطانيا بالتنسيق مع كل عملائها لتجاوز مطب الانتقال السلمي للسلطة الذي وضعه صالح والديمقراطية التي قد تعيد حزبه المؤتمر الشعبي العام اكبر الأحزاب اليمنية مرة أخرى إلى رأس السلطة في اي إنتخابات قد تجرى.
كانت أطماع بريطانيا في إستمرار هادي في فترة رئاسية أطول تبدو شبه مستحيلة بسبب الفترة ((المزمنة)) التي حددتها المبادرة وآليتها التنفيذية وإصرار صالح وحزبه على إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد ناهيك عن مخاوف هادي من الجناح القبلي للإخوان المتمثل بأولاد الأحمر وقبائل حاشد ونفوذهم الذي يمتد إلى العديد من المحافظات أبرزها محافظة عمران مسقط رأس أولاد الأحمر...والتي يقع فيها العديد من الألوية العسكرية أهمها اللواء 310 الذي يعد من أكبر الألوية العسكرية عدة وعتادا... والتي قد تكون هذه القوة في أيادي أولاد الأحمر فى أى وقت بحكم نفوذهم وعلاقتهم القبلية والشخصية باللواء حميد القشيبي...
فكان على بريطانيا لتجاوز هذه العقبات الإستعانة إضافة إلى الرئيس هادي بالأخوان المسلمين اللاعب الرئيسي في احداث مايعرف بالربيع العربي بالتحديد الجناح السياسي للإخوان فقط...كذلك الإستعانة بالحزب الإشتراكي والحراك الجنوبي..
تم طرح هذه الفكرة لقيادات الإخوان الذين أبدوا تخوفهم من هذا المخطط خوفاًََ من حدوث صراع داخل أروقة الحزب ((بين جناحية السياسي و القبلي)) خاصة وأن هذا الأخير اي الجناح القبلي هو المحرك والداعم الرئيسي للإخوان فكان عليهم الإستعانة بلاعب أخر يقوم بهذا الدور.
فذهب وفد من قيادات الإخوان بقيادة عبدالوهاب الأنسي وعدد من قادة الاشتراكيين إلى صعدة التقوا ب__عبدالملك الحوثي وتم الإتفاق على الخطوط العريضة لهذا المخطط...
و برعاية بريطانية تم التوقيع على هذه الاتفاقية
1.السيطرة على محافظة عمران واللواء 310
2. إخراج السلفيين من دماج
3. القضاء على الرئيس علي عبد الله صالحه
4. تفكيك المؤتمر الشعبي العام.
5.التمديد لهادي
6. حق تقرير المصير للجنوبيين أو اقليمين في أغلب الأحوال.
7. تفكيك الجيش وخاصة الحرس الجمهوري.
8.توقيع اتفاقية لتقاسم الثروة والسلطة تعرف ب.. اتفاق السلم والشراكة الوطنية.................
......
طبعا اختاروا ثمان نقاط نكاية وسخرية بالثمان النقاط التي طرحها صالح أمام العلماء واتفق معهم عليها.
حتى إنهم أي (قادة اللقاء المشترك) كانوا إذا التقوا ببعضهم يقولون نحن نوعد عفاش بتنفيذ الثمان النقاط.
تم بالفعل التمديد لهادي وحكومة الوفاق الوطني رغم رفض حزب المؤتمر وشركائهم لهذا التمديد.
كذلك أصدر الرئيس هادي قرارا جمهوريا بتعيين الأمين العام للحزب الإشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان سفيرا لليمن لدى بريطانيا ويعتبر ياسين سعيد نعمان المنسق الفعلي بين أطراف هذه الإتفاقية.
الجدير بالذكر ان ياسين قبل هذا الإتفاق وفي عدة إجتماعات كان يمازح هادي أكثر من مرة قائلا له بسخرية ومن باب تأجيج الحقد في قلب هادي!!!!
يافندم نريد ان تتوحد اليمن مع مملكة عمران الشقيقة او جمهورية عمران الشقيقة.
وفي يوليو 2014م اقتحم الحوثيين مقر اللواء 310 ودمروه وقتلوا قائده حميد القشيبي الجدير بالذكر أن هذا اللواء كان له دور مفصلي في حرب الانفصال وهزيمة الحزب الإشتراكي في معركة عمران حيث ألقى علي عبدالله صالح خطابه التأريخي عام 1994م الذي عفى فيه عن المهزومين والسماح لهم بالخروج لزيارة عوائلهم بسلاحهم الشخصي ومرتباتهم.
على العموم فقد سيطر الحوثيين على اللواء وكان هذا الأمر لن يحدث لو ان هادي وحكومة الإخوان والعمليات العسكرية قاموا بواجبهم الوطني وإرسال تعزيزات عسكرية إلى عمران لكنهم أغلقوا تليفوناتهم أمام استغاثة القشيبي وأفراد اللواء 310 وبعدالسيطرة على اللواء ومقتل قائد اللواء اغتنم الحوثيين اكبر ترسانة عسكرية هي الأكبر بين كل الألوية العسكرية اليمنية ... وخاصة الدبابات الروسية الشهيرة تي 55
ذهب هادي إلى محافظة عمران متبجحا أمام وسائل الإعلام المختلفة ليعلن ان محافظة عمران عادت إلى حضن الجمهورية اليمنية..